حلم قناة اسطنبول يتحقق

أخيراً وبعد عشر سنوات من إعلان ما سمي "الحلم المجنون" لأردوغان، هاهو مشروع قناة اسطنبول يرى النّور وينتهي العد التنازلي له بوضع حجر الأساس للبدء بتنفيذ أولى مراحله. قناة اسطنبول "مشروع القرن" الذي سيضع تركيا بين أكبر 10 اقتصادات في العالم كان موضوع جدل كبير ومازال بين مؤيد له ومعارض بحجة تبعاته على البيئة من تدمير لموارد المياه، التّلوث وزيادة مخاطر الزلازل وما إلى ذلك.

ما هو مشروع قناة اسطنبول ؟

هو مشروع ممر مائي مصمم ليمتد من البحر الأسود إلى بحر مرمرة في الجانب الأوروبي من اسطنبول يبلغ طوله بالضبط 45.2 كم وفقًا للخطة النهائية. على الرغم من اقتراح مشاريع مماثلة في الماضي، تمّ الإعلان عن مشروع قناة اسطنبول في عام 2011 من قبل رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان.

 ستظهر قناة اسطنبول الجديدة على الجانب الأوروبي من المدينة. وستكوّن ممرًا مائيًا اصطناعيًا بين البحر الأسود وبحر مرمرة من أجل تخفيف حركة السفن في مضيق البوسفور، والذي يعدّ حاليًا ممرًا بديلًا بين البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط. عند اكتمال قناة اسطنبول المائية، سيتّم إغلاق مضيق البوسفور تمامًا أمام حركة الناقلات، وسيتّم تشكيل شبه جزيرتين جديدتين وجزيرة جديدة في اسطنبول. كما سيتم ربط المشروع بالسكك الحديدية والمطار الثالث. ومن المقرر أن يكتمل المشروع في عام 2023.

أهمية قناة اسطنبول البحرية:

يعدّ مضيق البوسفور، الذي يمرّ من خلاله ما يقرب من 43000 سفينة سنويًا، ممرًا مائيًا طبيعيًا تبلغ أضيق نقطة فيه 698 مترًا. تشكّل الزيادة في حمولة وأحجام السفن نتيجة للتطورات التكنولوجية وزيادة عدد السفن (الناقلات) التي تحمل الوقود وغيره من المواد الخطرة ضغطًا وتهديدًا كبيرًا على اسطنبول. حيث تشير التوقعات إلى أن عدد السفن التي ستمر عبر مضيق البوسفور في عام 2050 قد يصل إلى 78 ألفًا.

يصبح مضيق البوسفور أكثر خطورة كل عام نتيجة مرور السفن، حيث ارتفع العدد السنوي لعمليات عبور السفن، والذي كان 3-4 آلاف منذ 100 عام إلى 45-50 ألفًا حالياً. وبسبب عمليات تنظيم المرور أحادي الاتجاه الذي تمّ تنفيذه لزيادة السلامة الملاحية، فإنّ متوسط وقت الانتظار في مضيق البوسفور للسفن الكبيرة يقارب 14.5 ساعة لكل سفينة عالقة. وقد يستغرق وقت الانتظار في بعض الأحيان 3-4 أيام أو حتى أسبوعًا حسب حركة السفينة والظروف الجوية وأحيانًا وقوع حادث أو عطل.

لذلك، أصبح من الضروري التخطيط لممر عبور بديل لمضيق البوسفور. يضمن السفر الآمن للناس من خلال منع مخاطر الحوادث المميتة الناجمة عن التقاطع الرأسي للسفن العابرة مع خطوط النقل في المدينة، والتي تنقل 500 ألف مسافر يوميًا، وبتنفيذ مشروع قناة إسطنبول الجديدة، سيكون لهذا الطريق البحري مساهمة حتى في النقل المدني ضمن المدينة "أي لن يكون مقتصراً على النقل التجاري فقط".

الهدف من مشروع قناة اسطنبول هو:

• حماية المعالم التاريخية والثقافية لمضيق البوسفور.
• تخفيف العبء الناجم عن حركة المرور البحري في مضيق البوسفور وزيادة الأمن في مضيق البوسفور.
• إنشاء ممر مائي بحري دولي جديد.
• إنشاء منطقة سكنية حديثة مقاومة للزلازل على أساس العمارة الأفقية تماشياً مع واقع الزلازل في اسطنبول.

تكلفة مشروع قناة اسطنبول:

تقدّر تكلفة المشروع، المتضمن توظيف 1500 شخص، بنحو 75 مليار ليرة تركية. و من المقرر أيضًا استخدام التربة التي سيتّم استخراجها أثناء عمليات تنفيذ المشروع في مشروع المطار الثالث، وفي مشاريع جديدة أيضًا.

تأثير المشروع على الوضع العقاري في اسطنبول:

بمجرد الاعلان عن تنفيذ مشروع قناة اسطنبول ارتفعت أسعار العقارات في المناطق التي يقع فيها مشروع قناة اسطنبول بشكل كبير. ومن المتوقع أن تتأرجح قيم العقارات في هذه المناطق. حيث ارتفعت قيمة العقارات في أرناؤوط كوي" Arnavutköy" بنسبة 50٪ في عام 2018، وشوهدت زيادة بنسبة 20٪ في باشاك شهير"Başakşehir" في العام 2019.

ويتضمن المشروع عمليات إخلاء في المناطق التي سيتم تنفيذ المشروع فيها. فمثلاً منطقة Şahintepe، التي تضم أكبر عدد من الناس بين هذه المناطق، تأتي في المرتبة الأولى بعدد سكاني 35 ألف شخص. ومن المخطط أيضاً تنفيذ العديد من الإنشاءات والمشاريع المختلفة في المناطق القريبة من هذا المشروع الضخم. وبالتالي ستفرض كل هذه التغييرات تأثيرها الواضح على الاستثمار في اسطنبول.

 

تحرير: damasturk